فصل: شهر ربيع الأول سنة 1221:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (نسخة منقحة)



.شهر ربيع الأول سنة 1221:

استهل بيوم الثلاثاء وفي ليلة الأحد سادسه حصل رعد كثير وبرق بين المغرب والعشاء بدون مطر والغيم قليل متقطع وذلك سابع عشر بشنس وثاني عشر أيار والشمس في ثالث درجة من برج الجوزاء وذلك من النوادر في مثل هذا الوقت.
وفي يوم الأحد المذكور، ضربوا مدافع من القلعة لبشارة وردت من الجهة القبلية وذلك أن رجب آغا وياسين بك اللذين انضما إلى الأمراء المصرية القبليين عملا متاريس بحري المنية ليمنعا من يصل إليها من مراكب الذخيرة فلما سافر محو بك بمراكب الذخيرة، ووصل إلى حسن باشا طاهر ببني سويف أصحب معه عابدين بك وعدة من العسكر في عدة مراكب، فلما وصلوا إلى محل المتاريس تراموا بالمدافع والرصاص واقتحموا المرور وساعدهم الريح فخلصوا إلى المنية وطلعوا إليها ودخلها عابدين بك وقتل فيما بينهم أشخاص وأرسلوا بذلك المبشرين فأخبروا بذلك وبالغوا في الأخبار وأن ياسين بك قتل هو وخلافه ورأسه واصلة مع رؤس كثيرة فعملوا لذلك شنكاً وضربت مدافع كثيرة ولم يكن لقتل يلسين بك صحة، ثم وصل محو بك وابن وافي، وقد نزلا في شكترية لها عدة مقاذيف ودفعوا في قوة التيار حتى وصلوا إلى مصر ولم يصل معهم رؤس كما أخبر المبشرون.
وفيه قرر فرضة على البلاد وهي دراهم وغلال وعينوا لذلك كاشفاً فسافروا معه عدة من العسكر وصحبتهم نقاقير وسافر أيضاً خازندار الباشا بلبيس وأخذ صحبته أكثر رفقائه وأصحابه من أولاد البلد فسافروا على حين غفلة إلى ناحية الدقهلية.
وفي عاشره، وصلت الأخبار بأن الألفي ارتحل من البحيرة ورجع إلى ناحية وردان وعدى إلى جزيرة السبكية وهرب من كان مرابطاً من الأجناد المصرية وغيرهم وطلبوا من أهالي السبكية دراهم وغلالاً وفر غالب أهلها منها وجلوا عنها وتفرقوا في بلاد المنوفية.
وفي ثاني عشره، يوم الجمعة عمل المولد النبوي ونصبوا بالأزبكية صواري تجاه بيت الباشا والشيخ محمد سعيد البكري، وقد سكن بدار مطلة على البركة داخل درب عبد الحق وأقام هناك ليالي المولد إظهاراً لبعض الرسوم.
وفيه علقوا تسعة رؤس على السبيل المواجه لباب زويلة ذكروا أنها من قتلى دمنهور وهي رؤس مجهولة ووضعوا بجانبهم بيرقين ملطخين بالدماء وفيه طلب الباشا دراهم سلفة من الملتزمين والتجار وغيرهم بموجب دفتر أحمد باشا خورشيد الذي كان قبضها في عام أول قبل القومة فعينوا مقاديرها وعينوا بطلبها المعينين بالطلب الحثيث من غير مهلة، ومن لم يجده بأن كان غائباً أو متغيباً دخلوا داره وطالبوا أهله أو جاره أو شريكه فضاق ذرع الناس وذهبوا أفواجاً إلى السيد عمر أفندي النقيب فيتضجر ويتأسف ويتقلق ويهون عليهم الأمر وربما سعى في التخفيف عن البعض بقدر الإمكان وقد تورط في الدعوة.
وفيه سافر السيد محمد المحروقي إلى سد ترعة الفرعونية، وذلك أن الترعة المذكورة لما اجتهد في سدها المصريون في سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، كما تقدم فانفتحت من محل آخر ينفذ إلى ناحية الترعة المسماة بالفيض، وكان ذلك بإشارة أيوب بك الصغير لعدم انقطاع الماء عن ري بلاده فتهورت أيضاً هذه الناحية واتسعت وقوي اندفاع الماء إليها في مدة هذه السنين حتى جف البحر الغربي والشرقي وتغير ماء النيل في الناحية الشرقية وظهرت فيه الملوحة من حدود المنصورة وتعطلت مزارع الأرز وشرقت بلاد البحر الشرقي وشربوا الأجاج ومياه الآبار والسواقي وكثر تشكى أهالي البلاد فحصل العزم على سدها في هذا العام وتقيد بذلك السيد محمد المحروقي وذو الفقار إلى جهة السد وجمع العمال والفلاحين وسيقت إليه المراكب المملوءة بالأحجار من أول شهر صفر إلى وقت تاريخه وجبوا الأموال من البلاد لأجل النفقة على ذلك، ثم سافر السيد المحروقي أيضاً وبذل جهده ورموا بها من الأحجار ما يضيق به الفضاء من الكثرة وتعطل بسبب ذلك المسافرون لقلة المراكب وجفاف البحر الغربي والخوف من السلوك فيه من قطاع الطرق والعربان فكانت المراكب المعاشات التي تأتي بالسفار وبضائع التجار يأتون بشحناتهم إلى حد السد ومحل العمل والشغل فيرسون هناك، ثم ينقلون ما بها من الشحنة والبضائع إلى البر وبنقلونها إلى السفن والقوارب التي تنقل الأحجار ويأتون بها إلى ساحل بولاق فيخرجون ما فيها إلى البر وتذهب تلك السفن والقوارب إلى أشغالها في نقل الحجر ولا يخفى ما يحصل في البضائع من الإتلاف والضياع والسرقة وزيادة الكلف والأجر وغير ذلك وطال أمد هذا الأمر.
وفي أواخره، نزل الباشا للكشف على الترعة فغاب يومين وليلتين، ثم عاد إلى مصر.

.شهر ربيع الثاني سنة 1221:

فيه ورد سعاة من الإسكندرية وأخبروا بورود أربع مراكب وفيها عساكر من النظام الجديد وصحبتهم ططريات وبعض أشخاص من الإنكليز ومعهم مكاتبة خطاباً إلى الألفي وبشارة بالرضا والعفو للأمراء المصرية من الدولة بشفاعة الإنكليز، فلما وصولا إليه بناحية حوش ابن عيسى بالبحيرة سر بقدومهم وعمل لهم شنكاً وضرب لهم مدافع كثيرة، ثم شهلهم وأرسلهم إلى الأمراء القبليين وصحبتهم أحد صناجقه وهو أمين بك ومحمد كاشف تابع إبراهيم بك الكبير، ثم أنه أرسل عدة مكاتبات بذلك الخبر إلى المشايخ وغيرهم بمصر، وكذلك إلى مشايخ العربان مثل الحويطات والعائد وشيخ الجزيرة وباقي المشاهير فأحضر ابن شديد وابن شعير الأوراق التي أتتهم من الألفي إلى الباشا وفيها نعلمكم أن محمد علي باشا ربما ارتحل إلى ناحية السويس فلا تحملوا أثقاله، وإن فعلتم ذلك فلا نقبل لكم عذراً ولما سمع الباشا ذلك قال أنه مجنون وكذاب.
وفيه فتح الباشا الطلب بفائظ البلاد والحصص من الملتزمين والفلاحين وأمر الروزنامجي وطائفته بتحرير ذلك عن السنة القلبلة فضج الملتزمون وترددوا إلى السيد عمر النقيب والمشايخ فخاطبوا الباشا فاعتذر إليهم باحتياج الحال والمصاريف ثم استقر الحال على قبض ثلاثة أرباعه النصف على الملتزمين ولربع على الفلاحين وأن يحسب الريال في القبض منهم بثلاثة وثمانين نصفاً ويقبضه باثنين وتسعين وعلى كل مائة ريال خمسة أنصاف حق طريق سواء كان القبض من الملتزم بحصته في المصر أو بيد المعينين من طرف الكاشف في الناحية وإذا كان التوجيه بالطلب من كاشف الناحية كانت أشنع في التغريم والكلف لترادف الإرسال وتكرار حق الطريق.
وفي سادسه، حضر أحمد كاشف سليم من الجهة القبلية وسبب حضوره أن الباشا لما بلغته هذه الأخبار أرسل الأمراء القبليين يستدعي منهم بعض عقلائهم مثل أحمد آغا شويكار وسليم آغا مستحفظان ليتشاور معهم في الأمر، فلم يجب واحد منهم إلى الحضور، ثم اتفقوا على إرسال أحمد كاشف لكونه ليس معدوداً من أفرادهم وبينه وبين الباشا نسب لأن ربيبته تحت حسن الشماشيرجي فحضر واختلى به الباشا مراراً ثم أمره بالعود، فسافر في يوم الثلاثاء رابع عشره وأصحب معه هدية إلى إبراهيم بك والبرديسي وعثمان بك حسن وغيرهم من الأمراء وهي عدد خيول وقلاعيات وثياب وأمتعة وغير ذلك.
وفي سادسه أيضاً قبض الباشا على إبراهيم آغا الوالي وحبسه مع أرباب الجرائم وسبب ذلك أن البصاصين شاهدوا حمولاً فيها ثياب من ملابس الأجناد أعدها بعض تجار النصارى ليرسلها إلى جهة قبلي لتباع على أجند الأمراء المصريين ومماليكهم ويربح فيها وسئل الحاملون لها فأخبروا أن أربابها فعلوا ذلك بإطلاع الوالي المذكور على مصلحة أخذها منهم، ووصل خبر ذلك إلى الباشا فأحضره وقبض عليه وحبسه، ثم أطلقه بعد أيام على مصلحة تقررت عليه بشفاعة امرأة من القهارمة المتقربين وعاد إلى منصبه وأخذت البضاعة وضاعت على أصحابها وغرموهم زيادة على ذلك غرامة، وكذلك اتهم الذي حجزها بأنه اختلس منها أشياء وحبس وأخذت منه مصلحه فتحصل من هذه القضية جملة من المال مع أنها في خلال المراسلة والمهاداة ونودي بعد ذلك بأن من أراد أن يرسل شيئاً أو متجراً ولو إلى السويس فليستأذن على ذلك ويأخذ به ورقة من باب الباشا فإن لم يفعل وضاع عليه فاللوم عليه.
وفي يوم الثلاثاء رابع عشره ورد ساعي وصحبته مكتوب من حاكم الإسكندرية خطاباً إلى الدفتردار يخبره بوصول قبطان باشا إلى الثغر وفي أثره وصل باشا متولي على مصر واسمه موسى باشا وصحبتهم مراكب بها عساكر من الصنف الذي يسمى النظام الجديد وكان ورود القبطان إلى الثغر ليلة الجمعة عاشره وطلعوا إلى البر بالإسكندرية يوم السبت حادي عشره فلما قرأ الدفتردار الورقة أرسل إلى السيد عمر النقيب فحضر إليه وركب صحبته للباشا واختليا معه ساعة، ثم فارقاه ولما بلغ الألفي ورود هذه الدونانمه وحضرت إليه المبشرون وهو بالبحيرة امتلأ فرحاً وأرسل عدة مكاتبات إلى مصر صحبة السعاة فقبضوا على السعاة وحضروا بهم إلى الباشا فأخفاها ووصل غيرها إلى أربابها على غير يد السعاة وصورتها الأخبار بحضور لدونائمه صحبة قبطان باشا والنظام الجديد وولاية موسى باشا على مصر وانفصال محمد علي باشا عن الولاية وأن مولانا السلطان عفا عن الأمراء المصريين وأن يكونوا كعادتهم في إمارة مصر وأحكامها والباشا المتولي يستقر بالقلعة كعادته وأن محمد علي باشا يخرج من مصر ويتوجه إلى ولايته التي تقلدها وهي ولاية سلانيك وأن حضرة قبطان باشا أرسل يستدعي إخواننا الأمراء من ناحية قبلي فالله يسهل بحضورهم فتكونون مطمئنين الخاطر وأعلموا إخوانكم من الأولداشات والرعية بأن يضبطوا أنفسهم ويكونوا مع العلماء في الطاعة، وما بعد ذلك إلا الراحة والخير والسلام.
وفي يوم الجمعة سابع عشره ورد قاصد من طرف قبودان باشا إلى بولاق فأرسل إليه الباشا من قابله وأركبه وحضر به إلى بيت الباشا وأراد أن ينزله بمنزل الدفتردار فاستعفى الدفتردار من نزوله عنده فأنزلوه ببيت الروزنامجي وأقام يوم السبت والأحد، ولم يظهر ما دار بينهما، ثم سافر في يوم الاثنين وذهب صحبته سليم المعروف بقبي لركخسي وشرع الباشا في عمل آلات حرب وجلل ومدافع وجمعوا الحدادين بالقلعة وأصعدوا بنبات كثيرة واحتياجات ومهمات إلى القلعة وظهر منه علامات العصيان وعدم الامتثال وجمع إليه كبار العسكر وشاورهم وتناجى معهم فوافقوه على ذلك لأن ما من أحد منهم إلا وصار له عدة بيوت وزوجات والتزام بلاد وسيادة لم يتخيلها، ولم تخطر بذهنه ولا بفكره ولا يسهل به الانسلاخ عنها والخروج منها ولو خرجت روحه وأخبر المخبر أن الألأفي أرسل هدية إلى قبودان باشا وفيها ثلاثون حصاناً منها عشرة برخوتها ومن الغنم أربعة آلاف رأس وجملة أبقار وجواميس ومائة جمل محملة بالذخيرة وغير ذلك من النقوج والثياب والأقمشة برسمه ورسم كبار أتباعه، ثم أن الباشا أحضر السيد عمر والخاصة وعرفهم بصورة الأمر الوارد بعزله وولاية موسى باشا وأن الأمراء المصريين عرضوا للسلطنة في طلب العفو وعودهم إلى أمرياتهم وخروج العساكر التي أفسدت الإقليم عن أرض مصر وشرطوا على أنفسهم القيام بخدمة الدولة والحرمين الشريفين وإرسال غلالها ودفع الخزينة وتأمين البلاد فحصل عنهم الرضا وأجيبوا إلى سؤالهم على هذه الشروط وأن المشايخ والعلماء يتكلفون بهم ويضمنون عهدهم بذلك فأعملوا فكركم ورأيكم في ذلك، ثم انفصلوا من مجلسه.
وفيه أرسل الباشا فجمع الأخشاب التي وجدها ببولاق في الشوادر والحواصل والوكائل وطلعوا جميع ذلك إلى القلعة لعمل العربات والعجل برسم المدافع والقنابر.
وفي يوم الثلاثاء حادي عشرينه، كان مولد المشهد الحسيني المعتاد وحضر الباشا لزيارة المشهد ودعاه الشيخ السادات وهو الناظر على المشهد والمتقيد لعمل ذلك، فدخل إليه وتغدى عنده، ثم ركب وعاد إلى داره وأكثر من الركوب والطواف بشوارع المدينة إلى القلعة والنزول منها والذهاب إلى بولاق وهو لابس برنساً.
وفي يوم الخميس ثالث عشرينه، حضر ديوان أفندي وعبد الله آغا بكتاش الترجمان عند السيد عمر ومعهما صورة عرض يكتب عن لسان المشايخ إلى الدولة في شأن هذه الحادثة فتناجوا مع بعضهم حصة من النهار، ثم ركبا وحضرا في ثاني يوم عند الشيخ عبد الله الشرقاوي وأمروا المشايخ بتنظيم العرضحال وترصيعه ووضع أسمائهم وختومهم عليه ليرسله الباشا إلى الدولة فلم تسعهم المخالفة ونظموا صورته ثم بيضوه في كاغد كبير.
وفي ليلة الاثنين ثالث عشرينه، وصل شاكر آغا سلحدار الوزير إلى بولاق فتلقوه وأركبوه إلى بيت الباشا، فلما أصبح النهار أرسلوا أوراقاً وصلت صحبة السلحدار المذكور إحداها خطاباً للمشايخ وأخرى إلى شيخ السادات وثالثة إلى السيد عمر النقيب وكلها على نسق واحد وهي من قبودن باشا وعليها الختم الكبير وهي بالعربي وفرمان رابع باللغة التركية خطاباً للجميع ومضمون الكل الأخبار بعزل محمد علي باشا عن ولاية مصر وولايته سلانيك وولاية السيد موسى باشا المنفصل عنها مصر وأن يكون الجميع تحت الطاعة والامتثال للأوامر والاجتهاد في المعاونة وتشهيل محمد علي باشا فيما يحتاج إليه من السفن ولوازم السفر ليتوجه هو وحسن باشا والي جرجا من طريق دمياط بالإعزاز والإكرام وصحبتهما جميع العساكر من غير تأخير حسب الأوامر السلطانية، ثم أنهم اجتمعوا في عصر ذلك اليوم بمنزل السيد عمر وركبوا إلى الباشا، فلما استقروا بالمجلس قال لهم وصلت إليكم المراسلات الواردة صحبة السلحدار قالوا نعم قال وما رأيكم في ذلك قال الشيخ الشرقاوي ليس رأي والرأي ما تراه، ونحن الجميع على رأيك فقال لهم في غد أبعث إليكم صورة تكتبونها في رد الجواب وأرسل إليهم من الغد صورة مضمونها أن الأوامر الشريفة وصلت إلينا وتلقيناها بالطاعة والامتثال إلا أن أهل مصر ورعيتها قوم ضعاف وربما عصت العساكر عن الخروج فيحصل لأهل البلدة الضرر وخراب الدور وهتك الحرمات، وأنتم أهل للشفقة والرحمة والتلطف ونحو ذلك من التزويقات والتمويهات وأصدروها إليه وفي أثناء ذلك محمد علي باشا آخذ في إليه تمام والتشهيل وإظهار الحركة والخروج لمحاربة الألفي وبرزت العساكر إلى ناحية بولاق وخارج البلدة وعدوا بالخيام إلى البر الغربي وتقدم إلى مشايخ الحارات بالتعريف على كل من كان متصفاً بالجندية ويكتبوا أسماءهم ومحل سكنهم ففعلوا ذلك، ثم كتبت لهم أوراق بالأمر بالخروج وعليها ختم الباشا ومسطور في ورقة الأمر بأن المأمور يصحب معه شخصين أو ثلاثة على أن أكثرهم لا يملك حماراً يركبه ولا ما يحمل عليه متاعه ولا ما يصرفه على نفسه فضلاً عن غيره وكذلك أمر الوجاقلية جليلهم وحقيرهم بالخروج للمحاربة.
وفيه شرع الباشا في تقرير فرضة على البلاد البحرية وهي القليوبية والمنوفية والغربية والدقهلية والمزاحمتين إلى آخر مجرى النيل ورتبوها أعلى وأدنى وأوسط وهي غلال الأعلى ثلاثون أردباً وثلاثون رأساً من الغنم وأردب أرز وثلاثون رطلاً من الجبن ومن السمن، كذلك وغير هذه الأصناف كالتبن والجلة وغير ذلك والأوسط عشرون أردباً وما يتبعها مما ذكر والأدنى اثنا عشر ومع ذلك القبض والطلب مستمر في فائظ الملتزمين بعضه من ذواتهم وبعضه من فلاحيهم مع ما يتبع ذلك من حق الطرق والخدم وتوالي الاستعجالات.
وفي ليلة الثلاثاء ثامن عشرينه، سافر آغا السلحدار بالأحوبة.